من منا لا ينبهر بالأشخاص الذين يتحدثون لغتين أو أكثر. فهناك الكثير من الأشياء التي يمكنهم فعلها معتمدين على اللغات المختلفة التي يعرفونها. لكن تحدث لغتين بطلاقة لا يعني بالضرورة كامل الجاهزية لاقتحام عالم الترجمة، فإنهما آمران مختلفان تمامًا. إليكم الأسباب.
لنتعرف أولًا ماذا تعني كلمة “الترجمة”!
الترجمة هي وسيلة لنقل المعنى من لغة (المُترجم منها) لأخرى (المترجم إليها). وهذه الترجمة قد تكون كتابية أو شفهية. صحيح أن الترجمة تعتمد في الأساس على اللغة ولكن هناك عوامل أخرى لا بد من أخذها في الاعتبار لنقل المعنى من النص المترجم للنص المترجم إليه. ومن ضمن هذه العوامل الاعتبارات الثقافية والسياق الذي يأتي منه هذا النص وما إلى ذلك.
الترجمة هي فن وعلم ومهارة في آن واحد. وفي حقيقة الأمر، كثيرًا ما يعتمد المترجمون المحترفون على أساليب محددة وعلى خبراتهم المتراكمة حرصًا على نقل المعنى بنفس النبرة والنية المقصودة في النص الأصلي، مع أخذ الاختلافات الثقافية الإقليمية في عين الاعتبار. كما يتعين على المترجمين في أحيان كثيرًا البحث والتعمق في جوانب كثيرة إلى جانب العلوم اللغوية وذلك حتى يتمكنوا من التعامل بحرفية مع النصوص المتخصصة كالترجمة القانونية والطبية والتكنولوجية.
تعلم اللغة ما هو إلا الخطوة الأولى حتى يصبح المرء مترجمًا، لكن لتصبح مترجمًا محترفًا هناك الكثير لتتعلمه. ولا بد أن تكون واعٍ لذلك.