الترجمة جزء لا يتجرأ من الحياة الاجتماعية، إذ لا يمكننا فصلها عما يدور في العالم من حولنا. اشتعلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا وللحرب أخطار كثيرة وتأثيرها السلبي كالنار تسري في الهشيم في شتى بلدان العالم. فعندما تقرع الحرب طبولها يكون دور المترجم كدور الطبيب، كدور القوات العكسرية والجنود على الحدود. ولا سبيل لكسب المعركة إلا من خلال وسيط لغوي يترجم لسان حال الخصم بأمانة بالغة، ومحاولة التفاوض للوصول إلى الوضع الآمن للبلاد. وبما أن دائمًا ما نجد أن البلدان المتصارعة لا تتحدث بنفس اللغة، هنا يأتي الدور الملح للترجمة. ترجمة الخطابات الرئاسية والقوى السياسية، ترجمة المفاوضات والمعاهدات، ترجمة المحادثات الهامة، ترجمة الأخبار بين لغات الدول المتصارعة ومنها إلى جميع دول العالم من خلال ترجمة الأخبار الصحفية واللقاءات الإذاعية والبرامج السياسية.
الترجمة ولغة الحروب:
تاريخنا يمتلىء بحكايات الحروب فما إن اشتعلت حربًا في الجانب الغربي من الأرض إلا وانعكس صداها على الجانب الآخر من الكوكب، ويثبت التاريخ أن الترجم كانت دائمًا هي وسيلة السلم بين الشعوب. فالحرب ليست فقط جيوش تتصارع من أجل النصر بل هي صراع بين رؤيتين مختلفتين بلغتين مختلفتين ليس هذا فقط بل أيضًا توجهات وعقائد وثقافات وقيم إجتماعية وأنماط حياتية مختلفة، وهنا يكمن الدور الحيوي والحساس للترجمة التي تعمل كميسرًا لتوفيق وجهات النظر وتقريب الهوة بين البلدين. فالترجمة هي الجندي المجهول الذي يقف خلف الأمن والسلام بين شعوب العالم.