لازال الجدل قائمًا بين الصحيح والأصح فاستراتيجية التوطين تستخدم في الترجمة لتسهيل فهم اللغة وإزالة الحواجز الثقافية بين اللغة المصدر ولغة الجمهور المستهدف واستخدام نفس مفرداتهم وأسلوبهم اللغوي وكلماتهم الشائعة، أما استراتيجية التغريب فهي تهدف إلى الحفاظ على هوية وثقافة النص المصدر حين الترجمة إلى اللغة الهدف بهدف نشر الفكر الثقافي وعادات وتقاليد الشعوب المختلفة.
- مفهوم التوطين (Localization):
توطين اللغة هي مرحلة أشمل وأعم من الترجمة التقليدية، وهي الاهتمام بالألفاظ المفضلة المستخدمة في تخصصات بعينها أو شعوب وثقافات اللغة الهدف. يتطلب اعتماد استراتيجية التوطين الإلمام الشامل بثقافة وطقوس وأيدولوجيات ومعتقدات ورمزيات الشعوب المستقبلة للنص المترجم. وهناك العديد من الأشياء الأساسية التي يجب مراعاتها عند توطين اللغة الهدف وهي على سبيل المثال: صيغة الوقت والتاريخ والعملات والرموز المصورة والقياسات والطقوس والمناسبات الرسمية والقيم المجتمعية. والهدف من ذلك ألا يشعر القارئ بغرابة النص المترجم، بل يشعر بسلاسة الفهم وقربه من ثقافته.
- مفهوم التغريب (Foreignization):
استراتيجية التغريب هي الإبقاء على روح وثقافة النص أثناء عملية التحويل من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف، وتستخدم للتعرف على ثقافة وعادات وتقاليد وسمات الشعوب المختلفة وكذلك الإبقاء على المكونات المحيطة لتسمح للقارئ بالسفر عبر الكلمات والشعور بروح النص الأصلي.
والآن بعد إدراك هاتان الاستراتيجيتان فاختيار أي منهما يعتمد فقط على الهدف من الترجمة والجمهور المستهدف. فاستراتيجية التوطين هدفها تقليل غرابة النص الأصلي وجعله مألوفًا سهل الفهم على الجمهور المستهدف، واستراتيجية التغريب هدفها الإبقاء على الروح الثقافية للنص الأصلي من أجل التعرف على عادات وتقاليد وأعراف المجتمعات الأخرى.